المشاركات الشائعة

الاثنين، 6 فبراير 2017

رد شيخ الإسلام ابن تيمية على قول الفلاسفة بقدم العالم

شبهة المتكلمين (أصل النزاع):لا يمكن معرفة الصانع إلا بحدوث العالم ، ولا يمكن إثبات حدوث العالم إلا بإثبات حدوث الأجسام والطريق إلى ذلك هو الاستدلال بحدوث الأعراض، ومبنى الدليل : على أن مالا يخلو من الحوادث فهو حادث ، لامتناع حوادث لا  أول لها.
فظنوا أن المؤثر التام يتراخى عنه أثره وأن القادرالمختار يرجح  أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح ، والحوادث حدثت بدون سبب حادث.
الفلاسفة :إن المؤثر التام يمتنع تخلف أثره.
صار عندهم المعلول لازما للعلة قديمة معها لم يتأخر عنها ، فلا يكون لشيء من الحوادث سببا اقتضى حدوثه ، فتكون الحوادث كلها حدثت بلا محدث وقد كان فرارهم من أن يحدثها القادر بغير سبب فذهبوا أنه تحدث بغير محدث أصلا، وقولهم أشد فسادا من قول المتكلمين.
الرد:أن المؤثر التام يستلزم وقوع أثره عقب تأثره  التام لا يقترن به ولا يتراخى ، كما :كسرت الزجاج فانكسر وأعتقت العبد فعتق ، فوقوع الكسر والعتق ليس مقارنا بنفس التكسير والإعتاق بحيث يكون معه ولا هو متراخ عنه بل يكون عقبه متصل به .
مسألة:دوام تسلسل الحوادث؟
  • الجهم وأبو الهذيل العلاف: امتناع دوامها في الماضي والمستقبل ، فقال الجهم: بفناء الجنة والنار، وقال أبو الهذيل :بفناء حركات أهلهما.
  • جائز في المسقبل دون الماضي ، لأن الماضي دخل في الوجود دون المستقبل،وهو قول أكثر طوائف المعتزلة والكرامية والأشعرية.
  • يجوز فيما هو مفتقر إلى غيره كالفلك ، قول الفلاسفة.
  • هو جائز في الماضي وفي المستقبل ، قول أهل السنة والجماعة.
الشبهة:الاستدلال بالحركة على وجود المحرك الذي لا يزال محركا غير متحرك.
الرد:1- أن المحبوب المتحرك إليه غيره بالمحبة له والشوق، لاسيما إذا كان محبا للتشبه به لا لذاته ، كما يتشبه المأموم بإمامه، لا يكون هو المبدع المحدث للحركة بمجرد ذلك وإنما يكون علة غائية لا علة فاعلية.
2-كون العالم لا يمكن وجوده بدون الحركة امر لا دليل عليه بل باطل ، بل أقصى ما يقال : يمكن وجوده ناقصا، وهذا حال سائر المخلوقات إذا عدم بعض صفاتها ، يلزم نقصها ولا يلزم عدمها.
النتيجة:إذا كان الفلك متحركا بغيره ، امتنع أن يكون واجب الوجود بنفسه، فيكون ممكن الوجود بنفسه ، وممكن الوجود بنفسه لا يكون إلا بالواجب بنفسه، فيجب أن يكون مفتقرا إلى مبدع فاعل،فهذا الطريق يمكن  أن يقرر بها إثبات واجب الوجود،لكنهم لم يذكروا هذا.
نقد شيخ الإسلام الأصل الذي بنى عليه الفلاسفة المتأخرون كلامهم في قولهم بقدم العالم:
  • هم متناقضون لما وجدوا المتكلمين قد قسموا الموجود إلى واجب وممكن والممكن عندهم هو الحادث سلكوا سبيلهم في هذا التقسيم وأدخلوا في الممكن ماهو قديم أزلي ، ونسوا ما ذكره العقلاء وسائر المتكلمون من أن الممكن لا يكون إلا محدثا، وأن ما سوى الله محدث وأنه ليس واجبا موجودا بنفسه إلا الله وحده وأن ما سواه مفتقر إليه.
  • إثبات الفلاسفة الواجب بالممكن ثم استدلالهم على الممكن بالحادث الذي يفتقر إلى المحدث ،فإن لم يكن في العالم حادث بطل الإمكان الذي به أثبتوا الواجب ، ولزم ألا يكون في العالم واجب الوجود ولا ممكن الوجود ، وهو إخلاء للوجود عن النقيضين.
  • كون ممكن الوجود لا يترجح وجوده على عدمه إلا مرجح تام وكونه محدثا دليلان أنه مفتقر إلى واجب يبدعه ، لأن كل منهما دليل على افتقاره ، وهذه الصفات وغيرها مثب كونه محدثا وكونه فقيرا تدل على احتياجه لخالقه،فالرب قادر مختار بمشيئه لا مكره له وليس هو موجبا بذاته بمعنى انه علة أزلية للفعل ، ولا أنه يوجب بذات لا مشيئة ولا قدرة لها ، بل هويوجب بمشيئه وقدرته ماشاء وجوده وهذا هو القادر المختار.
  • تناقض القوم ناتج عن تغييرهم فطرة الله ، والخروج عن صريح المعقول وصحيح المنقول.
شبهة الفلاسفة : أن العالم صدر عن علة موجبة بذاته وإنه صدر عنه عقل ثم عقل إلى عشرة  عقول:
الرد:
  • الأصل الذي بنوه عليه : إن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد فاسد ، لأن مرادهم به نفي الصفات الثبوتية ، ولا يعقل فيه معان متعددة ، لأن ذلك تركيب عندهم ،ويتبين أن هذا الواحد الذي أثبتوه لا يتصور وجوده إلا في الأذهان دون الأعيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق