المقدمة
الحمد لله، وبعد:
فأقيد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408 هـ، والمسلمون – ولله الحمد – يعايشون يقظة علمية تتهلل لها سبحات الوجوه، ولا تزال تنشط متقدمة إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الأمة، مدها ودمها المجدد لحياتها، إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في أعطاف العلم مثقلين بحمله يعلون منه وينهلون، فلديهم من الطموح، والجامعية، والاطلاع المدهش والغوص على مكنونات المسائل، ما يفرح به المسلمون نصراً، فسبحان من يحيى ويميت قلوباً.
لكن، لا بد لهذه النواة المباركة من السقي والتعهد في مساراتها كافة، نشراً للضمانات التي تكف عنها العثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية، وعقدية، وسلوكية، وطائفية، وحزبية...
وقد جعلت طوع أيديهم رسالة في التعاليم تكشف المندسين بينهم خشية أن يردوهم، ويضيعوا عليهم أمرهم، ويبعثروا مسيرتهم في الطلب، فيستلوهم وهم لا يشعرون.
واليوم أخوك يشد عضدك، ويأخذ بيدك، فاجعل طوع بنانك رسالة تحمل " الصفة الكاشفة"[1] لحليتك، فها أنا ذا أجعل سن القلم على القرطاس، فاتل ما أرقم لك أنعم الله بك عينا[2]:
لقد تواردت موجبات الشرع على أن التحلي بمحاسن الأدب، ومكارم الأخلاق، والهدى الحسن، والسمت الصالح: سمة أهل الإسلام، وأن العلم - وهو أثمن درة في تاج الشرع المطهر - لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه، المتخلي عن آفاته، ولهذا عناها العلماء بالبحث والتنبيه، وأفردوها بالتأليف، إما على وجه العموم لكافة العلوم، أو على وجه الخصوص، كآداب حملة القرآن الكريم، وآداب المحدث، وآداب المفتي، وآداب القاضي، وآداب المحتسب، وهكذا...
والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.
وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب، وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف، إذ كان بعض المدرسين فيه، يدرس طلابه كتاب الزرنوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: " تعليم المتعلم طريق التعلم"[3].
فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق، فيدرج تدريس هذه المادة في فواتح دروس المساجد، وفي مواد الدراسة النظامية، وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خير في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب، وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم، وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرة علمه، وهكذا في مراحل حياته.
فإليك حلية تحوي مجموعة آداب، نواقضها مجموعة آفات، فإذا فات أدب منها، اقترف المفرط آفة من آفاته، فمقل ومستكثر، وكما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب، فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم.
ومنها ما يشمل عموم الخلق من كل مكلف، ومنها ما يختص به طالب العلم، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع، ومنها ما يعرف بالطبع، ويدل عليه عموم الشرع، من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعن الاستيفاء، لكن سياقتها تجرى على سبيل ضرب المثال، قاصداً الدلالة على المهمات، فإذا وافقت نفساً صالحة لها، تناولت هذا القليل فكثرته، وهذا المجمل ففصلته، ومن أخذ بها، انتفع ونفع، وهى بدورها مأخوذة من أأدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين[4].
الفصل الأول
آداب الطالب في نفسه
1. العلم عبادة.
2. كن على جادة السلف.
3. ملازمة الخشية.
4. دوام المراقبة.
5. خفض الجناح ونبذ الكبرياء والخيلاء.
6. القناعة والزهد.
7. التحلي برونق العلم.
8. المروءة.
9. التمتع بخصال الرجولة.
10. هجرة التَّرَفُّه.
11. الإعراض عن مجالس اللغو.
12. الإعراض عن الهيشات.
13. التحلي بالرفق.
14. التأمل.
15. الثبات والتثبيت.
1. العلم عبادة [5]:
الأصول في هذه "الحلية" بل ولكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء : ”العلم صلاة السر، وعبادة القلب”.
وعليه، فإن شرط العبادة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله:
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية.
وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ) الحديث.
فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات، ولا شئ يحطم العلم مثل: الرياء؛ رياء شرك، أو رياء إخلاص [6]، ومثل التسميع.
كن على جادة السلف الصالح:
كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله e وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع. “وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
ملازمة خشية الله تعالى:التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح.
وملاك ذلك خشية الله تعالى، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
“أصل العلم خشية الله تعالى”. فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمتة خشية الله .
دوام المراقبة:
التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.
فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه.
خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء:
تحل بآداب النفس، من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق، وسكون الطائر، من الوقار والرزانة، وخفض الجناح، متحملاً ذل التعلم لعزة العلم، ذليلا للحق.
واحذر داء الجبابرة:
(الكبر)، فإن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عصى لله به[7]، فتطاولك على معلمك كبرياء، واستنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء، وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان.
التحلي برونق العلم:التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.
تحل بالمروءة[8]:
التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت.
الإعراض عن مجالس اللغو:
لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة.
التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين تتألف النفوس الناشزة.
الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.
الفصل الثاني
كيفية الطلب والتلقي
كيفية الطلب ومراتبه:
“من لم يتقن الأصول، حرم الوصول”[9]، و ”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة”[10]، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم”[11].
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه.
قال الله تعالى:
(وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً).
فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
1- حفظ مختصر فيه.
2- ضبطه على شيخ متقن.
3- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
11- جمع النفس للطلب والترقي فيه.
واعلم أن ذكر المختصرات والمطولات التي يؤسس عليه الطلب والتلقي لدى المشايخ تختلف غالباً من قطر إلى قطر باختلاف المذاهب، وما نشأ عليه علماء ذلك القطر من إتقان هذا المختصر والتمرس فيه دون غيره.
والحال هنا تختلف من طالب إلى آخر باختلاف القرائح والفهوم، وقوة الاستعداد وضعفه، ويروده الذهن وتقوده.
وقد كان الطلب في قطرنا بعد مرحلة الكتاتيب والأخذ بحفظ القرآن الكريم يمر بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد: للمبتدئين، ثم المتوسطين، ثم المتمكنين:
ففي الفقه مثلاً: ”آداب المشي إلى الصلاة” للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم ”زاد المستنقع” للحجاوي رحمه الله تعالى، أو ”عمدة الفقه"، ثم "المقنع” للخلاف المذهبي، و ”المغنى” للخلاف العالي؛ ثلاثتها لابن قدامه رحمه الله تعالى.
وفي أصول الفقه: ”الورقات” للجويني رحمه الله تعالى، ثم ”روضة الناظر” لابن قدامه رحمه الله تعالى.
وفي الحديث: ”الأربعين” للنووي، ثم ”عمدة الأحكام” للمقديسي، ثم ”بلوغ المرام” لابن حجر، و ”المنتقى” للمجد بن تيمية؛ رحمهم الله تعالى، فالدخول في قراءة الأمات السنت وغيرها.
وفي المصطلح: ”نخبة الفكر” لابن حجر، ثم ”ألفية العراقي” رحمه الله تعالى.
… وهكذا من مراحل الطلب في الفنون.
وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى، ثم تقول القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس، وكانوا في أدب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين.
تلقي العلم عن الأشياخ:
الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب.
وقد قيل:”من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده"[12]؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ)، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له[13]:
"ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط"1هـ.
ويوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم، وهى معدومة عند المعلم، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ، والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط مبادئ التعليم، وذكر ألفاظ مصطلح عليه في تلك الصناعة، وألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة، كالنوروس، فهذه كلها معوقة عن العلم، قال الصفدي: ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف 000”ا هـ.
الفصل الثالث
آداب الطالب مع شيخه :.
18. رعاية حرمة الشيخ .
19. رأس مالك أيها الطالب من شيخك .
20. نشاط الشيخ في درسه .
21. الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة .
22. التلقي عن المبتدع .
18. رعاية حرمة الشيخ :
معلما يلقي إليه العلم ومربيا يلقى إليه الأدب والتلميذ إذا لم يثق بشيخه في هذين الأمرين فإنه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة .
* حسن الأدب معه في:
¨ السؤال والاستماع :
فإذا سأل يسأل بهدوء ورفق حسن والاستماع مهم حيث يكون قلبك وقالبك متجه إلى محدثك ومعلمك فلا تكن جالساً ببدنك سائراً بقلبك في غير مكان الدرس. ومتجنبا الإكثار من السؤال في غير موضع الدرس .
¨ في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب.
فتصفح برفق لئلا يتمزق .
¨ ترك التطاول والمماراة أمامه :ترك التطاول وهذا شيء قد يدركه بالنفس بسوء الظن أو الفراسة والمماراة يجادل الشيخ
¨ عدم التقدم عليه بكلام أو مسير .
¨ عدم الإكثار من الكلام عنده .
¨ عدم الإلحاح عليه بالجواب .
¨ لا تنادي الشيخ باسمه مجردا
¨ لا تخاطبه بتاء المخاطبة .
¨ لا تناديه من بعيد .
¨ التزام توقير المجلس وإظهار السرور من الدرس والإفادة به .
فلا تتملل مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالأرض بل ينبغي للإنسان أن يفرح أثناء الدرس وكأنه نزل في رياض يجني ثماره .
إذا أخطأ الشيخ . فهل ينبه في مكان الدرس أو في مكان آخر؟
إذا كانت هناك مضرة في تأجيله بحيث يسجل الدرس بمسجل و سينشر فهذا ينبه في وقته . أما إذا كان غير ذلك فمن الأليق أن تنبهه في مكان آخر غير موضع الدرس متأدباً معه.
إذا بدا لك الانتقال إلى شيخ أخر فاستأذنه بذلك ليطمئن قلبه ولا يظن أنك غائب إهمالاً منك وأن ذلك أدعى لحرمته .
تنبيه مهم:
أعيذك بالله من صنيع الأعاجم، والطرقية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد.
19. رأس مالك أيها الطالب من شيخك .
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله
20. نشاط الشيخ في درسه :
نشاط القائل على قدر فهم المستمع " فلا تظهر للشيخ أنك قد مللت وتعبت بالاتكاء وغيرها فليكن له همَّة وقوة في الاستماع.
21. الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة
22. التلقي عن المبتدع :
أن تحذر أهل البدع ومن صاغها بصياغة مغرية مزخرفة فهم أهل الجهل وكان ابن المبارك يسمي المبتدعة
(( الأصاغر )) .
صاحب البدعة هل يؤخذ منه شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته إن كان هو يجيد فيها أم نهجره ؟
الظاهر لا نجلس إليه لان ذلك يوجب مفسدتين :
1. اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق .
2. اغترار الناس به .
لذا لا نجلس إليه أبدا حتى لو كان يجيد علمه مثال على ذلك كمن يجيد اللغة العربية فلا نجلس إليه وسيجعل الله لنا خيرا منه .
من هم القدرية ؟
هم الذين ينفون القدر ويسمون مجوس هذه الأمة
* ماذا تفعل إذا كنت لابد أن تدرس على شيخ صاحب بدعه. كما في الدراسات النظامية؟
1. خذ من خيره ودع شره.
2. إذا تكلم أمام الطلاب في العقيدة فعليك بمناقشته إن كنت قادر على ذلك و إلا فارفع أمره لمن يقدر وأحذر أن تدخل معه في نقاش لا تستطيع التخلص منه
الفصل الرابع
أدب الزمالة
احذر قرين السوء:
كما أن العرق دساس[14]، فإن ”أدب السوء دساس”[15]، والناس مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك .
وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك .
1- صديق منفعة.
2- صديق لذة.
3- صديق فضيلة.
فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما.
الفصل الخامس
آداب الطالب في حياته العلمية
19. كبر الهمة في طلب العلم.
20. النَّهْمَة في الطلب .
21. الرحلة للطلب .
22. حفظ العلم كتابةً .
23. حفظ الرعاية .
24. تعاهد المحفوظات .
25. التفقه بتخريج الفروع على الأصول .
26. اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل .
27. الأمانة العلمية .
28. الصدق .
29. جُنَّة طالب العلم .
30. المحافظة على رأس مالك "ساعات عمرك "
31. إجمام النفس .
32. قراءة التصحيح والضبط .
33. جرد المطولات .
34. حسن السؤال.
35. المناظرة بلا مماراة .
36. مذاكرة العلم .
37. طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها .
38. استكمال أدوات كل فن .
24 - كبر الهمة في العلم : والتحلي بها يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال،
ويجتنب منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة، فكبير الهمة ثابت الجأش، لا
ترهبه المواقف، وفاقدها جبان رعديد، تغلق فمه الفهاهة.
ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر، كبر الهمة حلية ورثة الأنبياء، والكبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء.
25 - النهمة في الطلب: قال علي بن أبى طالب رضى الله : ”قيمة كل امرئ ما
يحسنه ” فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وابذل الوسع في
الطلب والتحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم ، فتذكر:”كم ترك الأول للآخر”!
26 - الرحلة للطلب
27 - حفظ العلم كتابة : تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع ، وقصر لمسافة
البحث عند الاحتياج، قال الشعبي : ”إذا سمعت شيئاً، فاكتبه، ولو في الحائط ”.
28 - حفظ الرعاية: ابذل الوسع في حفظ العلم (حفظ رعاية) بالعمل والاتباع قال
الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : “ويجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في
طلبه ، ويكون قصده وجه الله سبحانه. وليحذر أن يجعله سبيلاً إلى نيل الأعراض،
وطريقاً إلى أخذ الأعواض، فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه. وليتق المفاخرة
والمباهاة به، وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية لا حفظ رواية، فإن رواة العلوم كثير،
ورعاتها قليل ، ورب حاضر كالغائب، وعالم كالجاهل، وينبغي لطالب الحديث أن يتميز
في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ماأمكنه،
29 - تعاهد المحفوظات: تعاهد علمك من وقت إلى آخر، فان عدم التعاهد عنوان
الذهاب للعلم مهما كان . عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: “ إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها،
أمسكها، وإن أطلقها، ذهبت ”. وإذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب إن لم يتعاهد، فما
ظنك بغيره من العلوم المعهودة ؟! وخير العلوم ما ضبط أصله، واستذكر فرعه، وقاد إلى الله تعالى، ودل على ما يرضاه .
30 - التفقه بتخريج الفروع على الأصول : قال ابن خير رحمه الله تعالى في فقه
الحديث: “ وفيه بيان أن الفقه هو الاستنباط والاستدراك في معاني الكلام من
طريق التفهم وفي ضمنه بيان وجوب التفقه، والبحث على معاني الحديث
واستخراج المكنون من سره . فإن الله سبحانه وتعالى دعا عباده في غير آية من
كتابه إلى التحرك بإحالة النظر العميق في (التفكر) في ملكوت السماوات والأرض
وإلى أن يمعن المرء النظر في نفسه ، وما حوله ، فتحاً للقوى العقلية على
مصراعيها ، وحتى يصل إلى تقوية الإيمان وتعميق الأحكام ، وعليه فإن ” التفقه ”
أبعد مدى من ( التفكر ) إذ هو حصيلته وإنتاجه، وإلا ” فما لهؤلاء القوم لا
يكادون يفقهون حديثاً ”. وأجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب
الشريعة العام من قواعدها وأصولها المطردة، كقواعد المصالح، ودفع الضرر
والمشقة، وجلب التيسير، وسد باب الحيل ، وسد الذرائع .
31 - اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل : لا تفزع إذا لم يفتح لك في علم
من العلوم، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير . فيا أيها الطالب!
ضاعف الرغبة، وأفزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه.
23 - الأمانة العلمية : يجب على طالب العلم التحلي بالأمانة العلمية، في
الطلب، والتحمل والعمل والبلاغ، والأداء . فإن فلاح الأمة في صلاح أعمالها،
وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها في أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون .
33 - الصدق : فتعلم – رحمك الله – الصدق قبل أن تتعلم العلم، والصدق: إلقاء
الكلام على وجه مطابق للواقع والاعتقاد، فالصدق من طريق واحد، أما نقيضه
الكذب فضروب وألوان ومسالك وأودية، يجمعها ثلاثة: أ - كذب المتملق: وهو ما
يخالف الواقع والاعتقاد، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعاً فيصفه بالاستقامة.
ب - وكذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع كالمنافق ينطق بما
يقوله أهل السنة والهداية. ج – وكذب الغبي : بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد .
ومن تطلع إلى سمعة فوق منزلته فليعلم أن في المرصاد رجالا يحملون بصائر
نافذة وأقلاما ناقدة فيزنون السمعة بالأثر، فتتم تعريك عن ثلاثة معان:
فقد الثقة من القلوب.
ذهاب علمك وانحسار القبول.
أن لا تصدق ولو صدقت.
34 - جُنَّة طالب العلم (1): الجنة : الوقاية .
جُنّة العالم (لا أدرى)، ويهتك حجابه الاستنكاف منها وقوله : يقال ….
وعليه، فإن نصف العلم : (لا أدرى) ، ونصف الجهل : ( يقال) و (أظن ).
35 - المحافظة على رأس مالك : (ساعات عمرك) :
الوقت الوقت للتحصيل، فكن حِلْف عمل لا حِلْف بطالة . فالحفظ على الوقت بالجد
والاجتهاد وملازمة الطلب ومثافنة الأشياخ ، والاشتغال بالعلم قراءة وإقراء وتدبراً
وحفظا وبحثا، لا سيما في أوقات شرخ الشباب ومقتبل العمر.
--------------------------------------------
(1) أحمى نفسى بأن أقول لا أدرى ، الألبانى سؤل سؤال فأجاب بلا أدرى .الشافعى كان يعلم طالب العلم
( لا أدرى ) قبل أن يعلمه العلم .
36 - إجمام النفس: خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم من كتب
المحاضرات ( الثقافة العامة ) ، فإن القلوب يروح عنها ساعة فساعة .
وفي المأثور عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال : ”أجموا
هذه القلوب، وابتغوا لها طرائف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان”.
37 - قراءة التصحيح والضبط : احرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ
متقن، لتأمن من التحريف والتصحيف والغلط والوهم .
38 - جرد المطولات (1): الجرد للمطولات من أهم المهمات، لتعدد المعارف
وتوسيع المدارك .
----------------------------------------------
(1) الكنب الطويلة يمكن أن ينتقل إليها الطالب الذى تخصص فى العلم أما المبتدئ فالكتب الطويله لا تنفعه بل تضيع وقته .
39 – حسن السؤال : إلتزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع فصحة
الفهم للجواب، وإياك إذا حصل الجواب أن تقول: لكن الشيخ فلان قال لي كذا، أو
قال كذا، فإن هذا وهن في الأدب، وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض، فاحذر هذا.
وإن كنت لا بد فاعلاً، فكن واضحا في السؤال، وقل: ما رأيك في الفتوى بكذا، ولا تسم أحداً.
40 - المناظرة بلا مماراة (1): إياك والمماراة، فإنها نقمة، أما المناظرة في الحق،
فإنها نعمة، إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل ، فهي مبنية على
المناصحة، والحلم، ونشر العلم، أما المماراة في المحاورات والمناظرات، فإنها
تحجج ورياء ولغط وكبرياء ومغالبة ومراء، واختيال وشحناء، ومجاراة للسفهاء فاحذرها واحذر فاعلها .
------------------------------------------------
(1) المماراه : الجدل المذموم
41 - مذاكرة العلم:
قيل: إحياء العلم مذاكرته.
42 - طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها:
فهما له كالجناحين للطائر، فاحذر أن تكون مهيض الجناح.
43 - استكمال أدوات كل فن:
لن تكون طالب علم متقناً متفنناً ما لم تستكمل أدوات ذلك الفن، ففي الفقه بين الفقه
وأصوله، وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية … وهكذا .
” من حرم الأصول حرم الوصول ” .
الباب السادس
التحلى بالعمل
26. من علامات العلم النافع :
27. زكاة العلم
28. عزة العلماء
29. صيانة العلم
30. المداراة لا المداهنة
31. الغرام بالكتب
32. قوام مكتبتك
33. التعامل مع الكتاب
34. ومنه :
35. إعجام الكتابة
من علامات العلم النافع:
1- العمل به.
2- كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق.
3- تكاثر تواضعك كلما ازددت علماً.
4- الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا.
5- هجر دعوى العلم.
6- إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس تنزها عن الوقوع بهم
زكاة العلم:
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
رواه مسلم وغيره.
قال بعض أهل العلم[1]: هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه فبذله صدقه ينتفع بها والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه.
فاحرص على هذه الحلية فهي رأس ثمرة علمك.
ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق وآفته الكتمان. ولا تحملك دعوى فساد الزمان، وغلبة الفساق، وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت، فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة.
عزة العلماء:
التحلي بـ (عزة العلماء): صيانة العلم وتعظيمه وبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه ومن العمل به، وبقدر ما تهدره يكون الفوت ولا تسع به إلى أهل الدنيا ولا تقف به على أعتابهم ولا تبذله إلى غير أهله وإن عظم قدره.
ومتع بصرك وبصيرتك بقراءة التراجم والسير لأئمة مضوا، لا سيما من جمع مثلا في هذا، مثل كتاب ”من أخلاق العلماء” لمحمد سليمان رحمه الله تعالى[2]، وكتاب ”الإسلام بين العلماء والحكام” لعبد العزيز البدري رحمه الله تعالى
صيانة العلم:
إن بلغت منصباً، فتذكر أن حبل الوصل إليه طلبك للعلم، فبفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم، أو الفتيا، أو القضاء وهكذا فأعط العلم قدره وحظه من العمل به وإنزاله منزلته.
المداراة لا المداهنة:
المداهنة خلق منحط، أما المداراة فلا، لكن لا تخلط بينهما، فتحملك المداهنة إلى حضار النفاق مجاهرة، والمداهنة هي التي تمس دينك[3].
شرف العلم معلوم، لعموم نفعه، وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس، وظهور النقص بقدر نقصه، وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله ولهذا اشتد غرام الطلاب بالطلب والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء ولهم أخبار في هذا تطول وفيه مقيدات في خبر الكتاب يسر الله إتمامه وطبعه.
وعليه فاحذر ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لا سيما كتب المبتدعة، فإنها سم ناقع.
وعليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال والتفقه على علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.
التعامل مع الكتاب:
لا تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفة فيه، وكثيراً ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك إذا حزت كتاباً؛ فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جرداً، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة، فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه،
إعجام الكتابة:
إذا كتبت فأعجم الكتابة بإزالة عجمتها، وذلك بأمور:
1- وضوح الخط رسمه على ضوء قواعد الرسم (الإملاء).
وفي هذا مؤلفات كثيرة من أهمها:
3- الشكل لما يشكل.
الفصل السابع
المحاذير
36. حلم اليقظة .
37. أحذر أن تكون أبا بشر .
38. التصدر قبل التأهل .
39. التنمر بالعلم .
40. تحبير الكاغد .
41. موقفك من وهم من سبقك .
42. دفع الشبهات .
43. احذر اللحن .
44. الإجهاض الفكري .
45. الإسرائيليات الجديدة .
46. احذر الجدل البيزنطي .
47. لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها .
54 - حلم اليقظة: إياك و(حلم اليقظة)، ومنه بأن تدعي العلم لما لم تعلم، أو إتقان
ما لم تتقن، فإن فعلت، فهو حجاب كثيف عن العلم.
55 - احذر أن تكون ”أبا شبر” : فقد قيل: العلم ثلاثة أشبار :
من دخل في الشبر الأول : تكبر .
ومن دخل في الشبر الثانى : تواضع .
ومن دخل في الشبر الثالث :علم أنه ما يعلم .
56 - التصدر قبل التأهل: احذر التصدر قبل التأهل، هو آفة في العلم والعمل. وقد
قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.
57 - التنمر بالعلم: احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم، يراجع مسألة أو
مسألتين، فإذا كان في مجلس فيه من يشار إليه، أثار البحث فيهما، ليظهر علمه !
58 - تحبير الكاغد (1) : كما يكون الحذر من التأليف الخالي من
الإبداع في مقاصد التأليف الثمانية، والذي نهايته ”تحبير الكاغد ”
فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته، واكتمال أهليتك،
والنضوج على يد أشياخك .
59 - موقفك من وهم من سبقك : إذا ظفرت بوهم لعالم، فلا تفرح به
للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط ، فإن المنصف يكاد
يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام لا سيما المكثرين منهم .
60 - دفع الشبهات :اجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك، فالشبه خطافة ، والقلوب ضعيفة .
--------------------------------------------
(1) تحبير الكاغد (فارسى معرب ) : معناها القرطاس أوالصحيفة التى يكتب فيها .
61 - احذر اللحن (1) : ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة،
وصفاء ذوق ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني : فعن عمر رضي الله عنه
أنه قال:” تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة " .
62 - الإجهاض الفكري:إحذر ( الإجهاض الفكري )؛ بإخراج الفكرة قبل نضوجها.
63 - احذر الإسرائيليات الجديدة :إحذرها في نفثات المستشرقين؛ من يهود
ونصارى؛ فهي أشد نكاية وأعظم خطراً من الإسرائيليات القديمة؛ فإن هذه قد وضح
أمرها ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الموقف منها، ونشر العلماء القول فيها، أما
الجديدة المتسربة إلى الفكر الإسلامي في أعقاب الثورة الحضارية واتصال العالم
بعضه ببعض، وكبح المد الإسلامي ؛ فهي شر محض، وبلاء متدفق، وقد أخذت
بعض المسلمين عنها سنة، وخفض الجناح لها آخرون، فاحذر أن تقع فيها.
--------------------------------------------
(1) اللحن الخطأ فى الإعراب والبناء كرفع المنصوب او فتح المضموم .
64 - احذر الجدل البيزنطي :أي الجدل العقيم ، أو الضئيل، فقد كان
البيزنطيون يتحاورون في جنس الملائكة والعدو على أبواب بلدتهم
حتى داهمهم .وهكذا الجدل الضئيل يصد عن السبيل .
وهدي السلف : الكف عن كثرة الخصام والجدال .
65 - لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها (1) : فيا طالب
العلم!بارك الله فيك وفي علمك ؛ اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى
الله تعالى على طريقة السلف . والمسلمون جميعهم هم الجماعة ، وإن
يد الله مع الجماعة ، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام .
---------------------------------------------------------------
الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين
والمنافقين والمبتدعين والفساق .
66 - نواقض هذه الحلية :
1 – إفشاء السر. 2– و نقل الكلام من قوم إلى آخرين .
3 – و الصلف واللسانة. 4 – و كثرة المزاح .
5 – و الدخول في حديث بين اثنين. 6 – و الحقد .
7 – و الحسد . 8 – و سوء الظن.
9 – و مجالسة المبتدعة. 10 - و نقل الخطى إلى المحارم.
فاحذر هذه الآثام وأخواتها واقصر خطاك عن جميع المحرمات فإن فعلت وإلا فاعلم
أنك رقيق الديانةخفيف لعاب مغتاب نمام فأن لك أن تكون طالب علم يشار إليك
بالبنان منعماً بالعلم والعمل .
سدد الله الخطى ومنح الجميع التقوى وحسن العاقبة في الآخرة والأولى .
إنتهى
|
[1] - الصفة الكاشفة: هذه من مصطلحات كتب المواد لـ”لسان العرب”.
ومنه ما في مادة (ظبأ) من ”القاموس”، قال الزبيدى في ”تاج العروس”(1 / 332):” الظبأة هي: الضبع (العرجاء) صفة كاشفة” اهـ.
وهذا الوجه من الصفة هو الذي يراد به تمييز الموصوف الذي لا يعلم، ليميز من سائر الأجناس بما يكشفه.
انظر حرف الصاد من ”الكليات”(3/92).
[2] - أوضحت في حرف الألف من ”معجم المناهي اللفظية” أن هذا اللفظ: (أنعم الله بك عينا) لا يصح النهى عنه.
[3] - طبع مرارا، وهو مع إفادته فيه ما يقتضي التنويه، فليعلم، والله أعلم.
[4] - من هذه الكتب:”الجامع” للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، و”الفقيه والمتفقه” له، و”تعليم المتعلم طريق التعليم” للزرنوجي، و”آداب الطلب” للشوكايى، و”أخلاق العلماء” للآجري، و”آداب المتعلمين” لسحنون، و”الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين” للقابسي، و”تذكرة السامع والمتكلم” لابن جماعة، و”الحث على طلب العلم” للعسكري، و”فضل علم السلف على الخلف” لابن رجب، و”جامع بيان العلم لابن عبد البر، و”العلم فضله وطلبه” للأمين الحاج، و”فضل العلم” لمحمد أرسلان، و”مفتاح دار السعادة” لابن القيم، و”شرح الإحياء للزبيدي، و”جواهر العقدين” للسمهودى، و”آداب العلماء والمتعلمين” للحسين بن منصور – منتخب من الذي قبله -، و”قانون التأويل” لابن العربي، و”العزلة” للخطابي، و”من أخلاق العلماء” لمحمد سليمان، و”مناهج العلماء” لفاروق السامرائي، و”التعليم والإرشاد” لبدر الدين الحلبي، و”الذخيرة للقرافي” الجزء الأول، والأول من”المجموع” للنووي، و”تشحذ الهمم إلى العلم" لمحمد بن إبراهيم الشيبانى، و”رسائل الإصلاح” لمحمد الخضر حسين، و”آثار محمد البشير الإبراهيمي”.
وغيرها كثير، أجزل الله الأجر للجميع آمين.
[9] -”تذكرة السامع والمتكلم”(ص144).
[10] - “فضل العلم” لأرسلان (ص144).
[11] - “شرح الإحياء”(1/334).
[12] -”الجواهر والدرر” للسخاوي (1/58
[13] -”سير أعلام النبلاء”(18/105). وانظر:”شرح الإحياء”(1/66)، و”بغية الوعاة” (1/131،286)، و”شذرات الذهب (5/11)، و”الغنية” للقاضي عياض (ص16-17).
[14] - وفي ذلك حديث موضوع، انظر له:”العلل المتناهية”(2/123، 127)، و ”شرح الإحياء (5/348).
[15] - شرح الإحياء (1/74).
[16] - محاضرات إسلامية ”لمحمد الخضر حسين (ص125-136).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق