المشاركات الشائعة

الأربعاء، 23 يناير 2013

مداخل الشيطان.

مداخل الشيطان. للشيخ العﻻمة حمد بن عتيق -رحمه الله- تلخيص لكلام اﻹمام ابن القيم -رحمه الله- في مداخل الشيطان على الإنسان من "الدرر السنية" (14/237) ملخصه ما يأتي: ذكر اﻹمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله- أن الشيطان ينال غرضه من ابن آدم من ستة أبواب ، وهي: 1- فضول الطعام. 2- وفضول الكلام. 3- وفضول مخالطة الناس. 4- وفضول النظر. 5- وفضول الإستماع. ... 6- وفضول المنام. - فأما (فضول الطعام) : فهو أن يأكل الإنسان فوق مايحتاج إليه بدنه وقد نهى الله عن ذلك حيث يقول : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ، قال اين القيم : " لأن فضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر ، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ، ويشغلها عن الطاعات ، فكم من معصية جلبها الشبع وفضول الطعام ، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( ما ملأ إبن آدم وعاء شراً من بطنه ) ". - وأما (فضول الكلام) : فهو أن يطلق الإنسان لسانه فيما لايعنيه ، وأكبر منه أن يطلقه فيما لا يحل له ، قال ابن القيم :" لأن فضول الكلام يفتح للعبد أبواب الشر كلها مداخل للشيطان ، فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب ، وكم من حرب أثارتها كلمة واحدة ، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( وهل يكب في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) ، وفي الترمذي أن رجلاً من الأنصار توفي فقال بعض الصحابة : طوبى له ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( وما يدريك لعله تكلم فيما لايعنيه ، أو بخل بما لا ينقصه ) ". - وأما فضول (مخالطة الناس) : فهو كون الإنسان لايبالي بمن جالس وصاحب ، فيجالس المؤمنين والمنافقين ، والمطيعين والعاصين ، والطيبين والخبيثين ، بل ربما جالس الكافرين والمرتدين وخالطهم ، قال ابن القيم : " وفضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر ، وكم سلبت المخالة والمعاشرة من نعمة ، وكم زرعت من عداوة ، وكم غرست في القلب من حرارة ، ولا يسلم من شر مخالطة الناس إلا من جعلهم أربعة أقسام : القسم الأول : من يجعل مخالطته بمنزلة غذاه فلا يستغني عنه في اليوم واليلة ، فهو كلما إحتاج إليه خالطه هكذا على الدوام ، وهم العلماء بالله وأمره ومكائد عدوه ، وامراض القلوب ، الناصحون لله ، ولكتابه ، ولرسوله ولعباده ، فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله. القسم الثاني : من يجعل مخالطته كالدواء يستعمله عند المرض ، فما دام صحيحاً فلا حاجة به إلى خلطته ،وهؤلا من لا يستغنى عنهم في مصلحة المعاش ، وقيام ما يحتاج إليه في انواع المعاملات ، والمشاركات. القسم الثالث : من مخالطتهم كالداء على إختلاف انواعه ، وقوته وضعفه ، وهؤلاء هم الذين لا يستفاد منهم ديناً ولا دنياً ، ومخالطهم هي الداء العضال. القسم الرابع : من مخالطته الهلكة بمنزلة اكل السم وما أكثر هذاالضرب لا كثرهم الله ، وهم أهل البدع والضلال ، الصادون عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، الداعون إلى خلافها.إنتهى ومنهم أهل الفسوق والعصيان. - وأما (فضول النظر) : فهو أن يطلق الإنسان نظره فيما حرم عليه ، قال ابن القيم :" والعين رائد القلب ، فيبعث رائده لينظر ، فإذا أخبره بحسن المنظور إليه تحرك اشتياقاً إليه وطلباً له ، وكثيراً ما يتعب نفسه ، ومن أرسله ، فإذا كف الرائدعن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة ، فمن أطلق لحظاته دامت حسراته ، وأكثر المعاصي إنما تتولد من فضول الكلام وفضول النظر وهما أوسع مداخل الشيطان. وفي غض البصر عن المحارم ثلاث فوائد عظيمة جليلة القدر : الفائدة الأولى : حلاوة الإيمان ولذته التي هي أطيب وألذ مما صرف بصره عنه ، وتركه لله فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. الفائدةالثانية : في غض البصر نور القلب وصحة الفراسة ، قال أبو شجاع الكرماني : من عمرظاهره بإتباع السنة ، وباطنه بدوام المراقبة ، وكف نفسه عن الشهوات ، وغض بصره عن المحارم ، واعتاد اكل الحلال ، لم تخطئ له فراسة. الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته ، فيعطيه الله بقوته سلطان البصيرة ، كما أعطاه بنوره سلطان الحجة ، فيجمع له السلطانين ، ويهرب الشيطان منه. - وأما (فضول الإستماع) : فهو أن يلقي الإنسان أذنيه لسماع ما لايحل من الغيبة والنميمة ، وقول الزور ، ومنه سماع الأغاني والأصوات المطربة ، فإذا كان من النساء فهو أخبث وأنكر ، وهذا باب واسع يتولد منه شرور كثيرة في الدين والدنيا ، وقد قال تعالى : ( والذين لايشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) ، وشهود الزور هو حضور المجالس الباطلة ، والأغاني والدفوف من أعظم الزور. - وأما (فضول المنام) : فهو أن يزيد الإنسان في النوم على القدر الذي يحتاج إليه في راحة بدنه ، فإذا زاد على ذلك حدث به أنواع من الضرر في الدين والدنيا ، فإن الإكثار منه مضر بالقلب مولد للغفلة عن ذكر الله ، مثقل للبدن عن طاعته ، يفوت مصالح الدنيا أيضاً ، وربما أدى إلى تفويت الصلوات الخمس ، وغيرها من الطاعات كما هو واقع كثيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق